ففى غياب الكمسارى - ممثل الدولة - كثرت «الصفارات» الوهمية والتذاكر المزيفة وانتقلنا من عصر الثلاث سلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى عصر الثلاث حكومات الشرعية والدينية والبلطجية وكل واحد معه «صفارة» فلا نعرف متى نتوقف أو متى نسير.. إن وطناً بثلاث حكومات مثل أنف وثلاث عيون لذلك قبل الفصل بين «السلطات» مطلوب الفصل بين «الحكومات» وقد ظل «محمد عبدالوهاب» لمدة نصف قرن يغنى للحبيب المجهول «حبيبى ياللى خيالى فيك.. ياللى حياتى هتكمل بيك.. مين إنت ما أعرفشى.. فين إنت ما أعرفشى»
ومات الرجل دون أن يعرف لمن يدفع ثمن التذكرة.. أحياناً أصعد إلى الأتوبيس فأجد الكمسارى بكامل زيه الرسمى ويجلس على مقعده فأتجه إليه لأعطيه ثمن التذكرة فيقول لى «اديه لعم عبده» فأعرف أن عم «عبده» معه «تفويض» لكن أن يقوم عم «عبده» من تلقاء نفسه بمحاسبة الركاب فى وجود «الكمسارى» بل ويتجرأ أحياناً ويقطع للكمسارى ذاته تذكرة فهذا هو اللغز الذى لا أجد له تفسيراً.. بصراحة احنا بتوع الأتوبيس.. فمتى تتوقف الأرض عن «الدوران» لأنزل ومتى يتوقف الأتوبيس عن «التوهان» لأصعد؟
Source : almasry-alyoum