طرد السفير وإخراج الجن - جلال عامر

 

تحدث أنصار نظرية «النسبية» عن «الحتمية» وتحدث أنصار نظرية «الكم» عن «الاحتمال» لكن لا أحد تحدث عن القدرة على الاحتمال، فأنا مقاتل ومعارض وحضرت ندوات ثقافية أصبت فيها بضربة كرسى، لكننى أرى أننا أحرجنا المجلس العسكرى فى الداخل وبدأنا فى إحراجه فى الخارج، وإذا كان من بيننا من يزعم أنه يفهم فى السياسة والقانون والاقتصاد أكثر من المجلس فلا أظن أن بيننا من يزعم أنه يفهم فى العسكرية أكثر منه... فى الجنوب مياه النيل ومن يفتتح سداً وفى الغرب سوف.. تفتتح «القاعدة» «مولاً» قرب السلوم وفى الشرق عدوان إسرائيل ومع ذلك لا يمكن لشعب يخوض حرب الثلاث وجبات أن يبدأ حرب الثلاث جبهات.. والعدو الأول لإسرائيل الآن هو رجل يبنى فى صحراء سيناء وامراة تسهر فى معامل الأبحاث..
 وعندى أقوال سرية بينى وبينك ليست للنشر ولا للتصدير إن من شروط الترقى فى الدرجات العلمية نشرها فى مجلة دورية متخصصة ولأن الدوريات العلمية العالمية ترفض نشر أبحاثنا لأنها منقولة ومفبركة ومكررة ولا تأتى بجديد لذلك اخترعنا دوريات محلية لا يقرؤها أحد ننشرها فيها لاستيفاء شرط الترقى بينما تنشر الدوريات العلمية العالمية آلاف الأبحاث (آلاف) سنوياً لعلماء من إسرائيل، فأيهما نحتاج الآن: ميدان النهضة فى الجيزة أم ميدان النهضة فى المعامل؟!..
وأستطيع أن أغنى لك «والله زمان يا سلاحى اشتقت لك فى كفاحى» وأسمعك قصيدة «وقف الخلق» طوابير أمام المخابز، لكننى أخدعك لأن الطريق إلى بئر سبع يمر من خلال ثورة علمية وحرب ضد التخلف فهل سمعت حضرتك عن مشروع الحصول على الطاقة من نيران الجن (راجع التفاصيل على الإنترنت فى كتاب «دردشة فى العلم» للدكتور سمير صادق).. وقد عارضنا «كامب ديفيد» أيام كانت المعارضة لها ثمن وفاتورة ورفعت الحذاء أمام «مناحم بيجن» فى طريق المطار ورفضت مصافحة «شيمون بيريز» وحاربت جيش الدفاع بالسلاح الأبيض قبل فيلم إبراهيم الأبيض، لكننى فقط أتساءل: لماذا نعجز عن طرد السفير بينما ننجح فى إخراج الجن والعفاريت؟! 


المصدر: المصري اليوم