«ما تخافش أنا يا أفندم مرشد للمباحث، وكان لازم أعمل كده علشان أنقذ سيادتك منهم».
ملخص ما شاهدته فى مسلسلات رمضان أننا قبل أن تعرف أوروبا الأحزاب عرفنا نحن «التعدد» لكن فى الزواج.. زواج «الشفاه» على منديل ورق وزواج «الدم» على كيس قطن وزواج المسيار على سركى المعاش والزواج على ورقة من كراسة التعبير فلم نعد نشاهد دفتر المأذون إلا فى الأفلام القديمة.. فعندما تغيب الدولة أكثر من ثلاثين عاماً دون عذر مقبول يشطبها المواطن من حساباته ويتزوج ولا يرسل إليها بطاقة دعوة بل إنذاراً بالفصل.. فالمياه من النيل والمجارى من أنفسنا وإذا كانت عندنا مائة طريقة للزواج فهناك ألف طريقة للطلاق أن نقطع ورقة الكراسة أو نحرق كيس القطن أو نمزق سركى المعاش، لكن الطلاق فى حالة المنديل الورق بالذات لا يجوز إلا غيابياً وفى داخل «الحمام».
البعض لا يشعر بالأمان، ويمشى فى الشارع ومعه «مخدة» جاهزة، حتى يثبت أنه كان نائماً وقت وقوع الحادث والكاتب فى الدول المتخلفة يختار القضية التى يكتب فيها، والقضية التى يحاكم عنها، فإذا كتب عن الفساد طلعوه حرامى، وإذا كتب عن الوطنية طلعوه «جاسوس»، لذلك فإن السجون الثابتة أكثر ازدحاماً من الأتوبيسات المتحركة، وكان لىّ عم مولود كتوأم ملتصق مع ابن خالته، ثم اشترى حصة ابن خالته، وكان دائماً يقول إن الأجهزة الرقابية فى بلادنا مثل الكاميرا الخفية تراقب الفساد وتصوره «صوت وصورة»، ثم تعرضه على الوزير المختص وتسأله (إحنا صورنا لو حضرتك عايزنا نذيع نذيع)، ولن ينصلح الحال إلا إذا قدمت الرقابة الفيلم إلى النيابة مباشرة ثم مات عمى هذا وكتب على قبره (رجل عاش من أجلك أنت ثم مات أثناء التصوير).
المصدر: المصري اليوم