لن نتحدث عما شهد به المشير فى جلسة «الخلافات»، لأن كل إنسان يشهد بما يمليه عليه ضميره، وبما ينجيه من سؤال ربه يوم لا ينفع جاه ولا سلطان، لكن سيادة المشير هو رئيس المجلس العسكرى الذى يدير شؤون البلاد منذ أن تنحى مبارك، وأريد أن أسأله ـ مثلما تريد مصر كلها: «يا ولى الأمر من الذى أطلق الرصاص على إخوتى ودهسهم فى الميادين؟ من الذى اغتال الذين كانوا يصرخون من شدة القهر والفقر والمرض؟.
أنا أعلم أن المسألة برمتها بين يدى القضاء وشهادة شاهد ليست هى كل الأدلة، وأن القضاء سيجيبنى يوما عن هذا السؤال، وأعلم أن أرض مصر طاهرة، غير مسكونة بالشياطين المسلحين، وأعلم أنهم لم يخرجوا من باطنها، ولم يهبطوا من سمائها ويرتكبوا هذه الجريمة ويختفوا.
وأعلم يا سيادة المشير أن المجلس العسكرى - وأنت قائده - انحاز إلى الشعب وثورته، وكان الدرع التى حمتها وضمنت نجاحها، وأنكم مسؤولون أمام الشعب والتاريخ وأمام الله عن رد حق كل قطرة دم زكية سالت دفاعا عن حقها وحريتها.
إن كل أب تحطم ظهره بفقد ولده، وكل أم احترق قلبها على قتل فلذة كبدها، وكل زوجة تورمت عيناها حزنا على عائلها، وكل أخ وأخت وكل مصر تسألكم من الذى أطلق الرصاص على أبنائنا وقتلهم ودهسهم دون رحمة أو شفقة؟!
نحن لا يمكن أن نشكك أبدا فى وطنية الذين أقسموا بأن يقدموا أرواحهم فداء للوطن، ولا يخطر فى بالنا مجرد خاطر، أن أحدا بينهم يعلى أى مصلحة على مصلحة الوطن، لكن دائما تجد الشعوب إجابات الأسئلة المعقدة عند «ولى الأمر»، وتلك واحدة من مسؤولياته، طالما اختار أن يتحمل المسؤولية.
الوطن بجملته يقف على جمر مستعر، تائهاً بين انتخابات ومحاكمات وإعلانات دستورية، مشدوداً من ألف جزء يريد أن يستقر ويقف على أول طريق يوصله إلى مستقبل لا يحمل ظلما ولا جورا ولا جوعا ولا مرضا ولا جهلا، وتحديد نقطة البداية هو المهمة الأخطر والأصعب، لأن الأساس هو أصل كل بناء، أما السقف فكثيرا ما يتعرض إلى تغيير فى الألوان.
■ رسالة
رحم الله والدى، هذا الفلاح الذى كان ينير عقلى بحكمته، أوصانى كثيرا وأخذ منى عهودا، لم أستطع أن أحفظ إلا بعضها، فقديما عاهدته ألا أكذب، وقد وفيت، عاهدته ألا أبكى، ولم أستطع منذ أن تركنى تائها ورحل عن دنيانا، عاهدته أن «أشيل حملى» ولا أشكو، فلم أستطع بعد أن ثقل الحمل كثيرا وضعفت قوتى.
المصدر : المصري اليوم

إن كل أب تحطم ظهره بفقد ولده، وكل أم احترق قلبها على قتل فلذة كبدها، وكل زوجة تورمت عيناها حزنا على عائلها، وكل أخ وأخت وكل مصر تسألكم من الذى أطلق الرصاص على أبنائنا وقتلهم ودهسهم دون رحمة أو شفقة؟!
نحن لا يمكن أن نشكك أبدا فى وطنية الذين أقسموا بأن يقدموا أرواحهم فداء للوطن، ولا يخطر فى بالنا مجرد خاطر، أن أحدا بينهم يعلى أى مصلحة على مصلحة الوطن، لكن دائما تجد الشعوب إجابات الأسئلة المعقدة عند «ولى الأمر»، وتلك واحدة من مسؤولياته، طالما اختار أن يتحمل المسؤولية.
الوطن بجملته يقف على جمر مستعر، تائهاً بين انتخابات ومحاكمات وإعلانات دستورية، مشدوداً من ألف جزء يريد أن يستقر ويقف على أول طريق يوصله إلى مستقبل لا يحمل ظلما ولا جورا ولا جوعا ولا مرضا ولا جهلا، وتحديد نقطة البداية هو المهمة الأخطر والأصعب، لأن الأساس هو أصل كل بناء، أما السقف فكثيرا ما يتعرض إلى تغيير فى الألوان.
■ رسالة
رحم الله والدى، هذا الفلاح الذى كان ينير عقلى بحكمته، أوصانى كثيرا وأخذ منى عهودا، لم أستطع أن أحفظ إلا بعضها، فقديما عاهدته ألا أكذب، وقد وفيت، عاهدته ألا أبكى، ولم أستطع منذ أن تركنى تائها ورحل عن دنيانا، عاهدته أن «أشيل حملى» ولا أشكو، فلم أستطع بعد أن ثقل الحمل كثيرا وضعفت قوتى.
المصدر : المصري اليوم