ويؤكد الفلاسفة أن هناك طريقتين للوصول إلى الحقيقة هما العقل أو الحواس، لكننا أضفنا طريقة ثالثة هى «العواطف» وهى الطريقة التى تجعل البعض يرفع صور «مبارك» ويتعرف على تضاريس مصر على السلم من بنت الجيران.. وفى السبعينيات طفحت السينما بأفلام التعذيب فى أيام عبدالناصر وكلما ظهرت صورة عبدالناصر تشتعل السينما بالتصفيق.. فنحن نفرق بين «العاطفة والجسد» فالتعذيب يخص الجسد لكن التصفيق يخص العاطفة.. ومحاكمة مبارك مسؤولية المحكمة ومحاكمة عصره مسؤولية الناس، والمشكلة أن الحكم الثانى صدر قبل الأول..
لذلك من يرفع صور مبارك لا يريد إن يلغى المحكمة بل أن يلغى عقول الناس.. وبسبب العاطفة سوف يظل الناس يعطون أموالهم للريان ويمنحون أصواتهم للإخوان ويشاهدون اللمبى ويسمعون أبوالليف ويرفعون صور مبارك على أسنة الرماح فنحن الشعب الوحيد الذى يستخدم «المخ» فى السندوتشات.. وقبل استعادة «الأموال» علينا أن نستعيد «العقول» فمعظمنا يفضل مدام «عواطف» على الأستاذ «عقل»..
فى العيد يرتدى الأطفال «الطراطير» ثم يتركونها لنا باقى أيام السنة، فالبعض نزع العقل المصرى وارتدى العقال السعودى، والبعض يرفع صور مبارك، والبعض يعلق صور إسماعيل ياسين، على أساس أن الأول فى مستشفى مصر الدولى والثانى فى مستشفى المجانين.. فلا تسأل أين تقع مصر لكن اسأل كيف وقعت.. ولماذا نغسل العربات بالماء العذب ونزرع الخضراوات بمياه المجارى؟!.. العقل زينة.
المصدر : المصري اليوم