لذلك أصبحت مصر مثل مبارك مريضة وداخل قفص، حتى رجال مبارك أورثهم بطء الحركة وبطء التفكير وبطء القرار، وهى أعراض مرض «المباركيزم»، حيث يبدأ المريض بالحديث أمام الشعب عن الكفن الذى ليس له جيوب وينتهى بالحديث أمام المحكمة عن الجيوب التى ليس لها كفن.. وبسبب تأخر النطق قد نحصل على الدولة الحديثة فى الجنة إن شاء الله، وأسوأ من جاء بعد «القيصر» «أنطونيو»، وأسرع من فات بعد «الثعلب» «أعمارنا»..
ويقال إن هناك قوى خفية تعرقل المسيرة، أعتقد من واقع خبرتى ودراساتى أنها «حماتى».. فكلما أسرعنا أوقفنا كمين، وحتى من يطالبون بسرعة الإنجاز لا ينجزون ولا يعملون ولا ينتجون حتى تحولنا من «فيلم أكشن» إلى «كارت بوستال».. فهل «السلحفاة» تلد أم تبيض؟.. إذ يقال إن الكائنات تتغلب على المواقف الصعبة بطرق مختلفة، فالغزالة تجرى والنعامة تدفن رأسها والثعالب تصدر روائح والحكومات تصدر قرارات عشوائية.. فى كل صفحة وفيات أو برنامج طهى كلمة «ثورة»، فأصبحنا مثل من استغنى عن العبادة بتعليق سجادة الصلاة..
فالذى لا يريد أن «يلعب» يعتزل والذى لا يريد أن «يحكم» يعتذر، فليس كل من يقول «يا رب» مؤمناً وليس كل من يقول «يا مصر» وطنياً.. «مبارك» هو أول مصرى منذ الفراعنة يحنط «شعباً».. وبسبب نقص اليود عندى لا أعرف العلاقة بين «أيام الخطوبة» و«الفترة الانتقالية»، سوى أن الأولى قصيرة وإن طالت، والثانية طويلة وإن قصرت.. العروسة للعريس رغم كل المتاريس.
المصدر : المصري اليوم